۳۰ فروردین ۱۴۰۳ |۹ شوال ۱۴۴۵ | Apr 18, 2024
المسجد النبوي الشريف

وكالة الحوزة ـ هناك سؤال يطرح: هل كان النبي (ص) يعمل بالاجتهاد؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.

وكالة أنباء الحوزة ـ هناك سؤال يطرح: هل كان النبي (ص) يعمل بالاجتهاد؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.
 
السؤال: ورد في بعض الروايات بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كان في حالة الشك أو الترديد عند نزول آية، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) غير مسارع للاتيان بما أمره الله عز وجل ، مع وضوح ظاهر الآية في الفور، وهذا الأمر يدل على مسائل وإشكلات: 
أولها: اجتهاد النبي (صلى الله عليه وآله) في مقابل النص الالهي.
الثاني: عصيان النبي (صلى الله عليه وآله) قبال ما أمره الله عز وجل!
 
الجواب: يمكن فهم تلك الرواية من عدة وجوه:
 
1- ليس هناك في الرواية ما يدل على إجتهاد الرسول (صلى الله عليه وآله) ولا معصية كما فهمت ذلك، ولا فورية في التبليغ فالآية حسب هذه الرواية لم تنزل عليه بعد، بل كل ما هناك ان جبرائيل أخبره بدنو أجله وضرورة نصب علياً (عليه السلام) للإمامة، ولم تقل الرواية ان جبرائيل نزل بنص الآية القرآنية، ولا دلالة في ذلك المقطع من الرواية على الفورية ولذلك طلب الرسول العصمة وانتظر ذلك وصعد جبرائيل دون أن يعترض بأن الأمر فوري، فمن أين فهمت الفورية؟! مع العلم ان النبي(صلى الله عليه وآله) لم يفهم الفورية، وإلا لما سأل العصمة وكذلك جبرائيل لم يفهم الفورية، وإلاّ لاعترض على الرسول ان هذا الأمر لا مجال فيه.
2- لو كان يفهم من تلك الرواية ان الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يعمل بالاجتهاد لما قبلنا ذلك، لما دل عليه الدليل من أنه (صلوات الله عليه وآله) لم يكن عاملاً بالاجتهاد، مثل قوله تعالى: (( وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى )) (النجم:3،4)، وقوله تعالى: (( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي أن أتبع إلا ما يوحى إلي )) (يونس:15). ثم ان الاجتهاد يفيد الظن والنبي (صلى الله عليه وآله) قادر على معرفة الحكم على القطع والقادر على العلم لا يجوز له الرجوع إلى الظن. فهذه الرواية لو سلم أنها تدل حسب الظاهر على اجتهاد النبي (صلى الله عليه وآله) لا بد من تأويلها بما ينسجم مع هذا الدليل. وكذلك دل الدليل على عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) فلا بد من تأويل أي كلام يحتمل العصيان.
3- هناك من يرى ان النبي (صلى الله عليه وآله) أراد تبليغ ذلك لكن المنافقين في كل مرة يشوشون عليه ، ففي كل مرة كان ينزل جبرائيل فيها كان النبي (صلى الله عليه وآله) يحاول التبليغ لكن المنافقين يصدونه عن التبليغ [ففي حديث جابر بن سمرة ان رسول الله خطب وأشار إلى الأئمة الاثني عشر فضج الناس حتى جعل ذلك الضجيج أن لا يسمع بقية الحديث، هكذا كان يعترض على كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند حديثه عن الخلفاء متابعة من بعده]. فسبب التأخير ليس هو النبي (صلى الله عليه وآله) بل المعارضة التي تحصل من المنافقين وطلب النبي (صلى الله عليه وآله) الاستغفار في التبليغ بعدما يرى من المنافقين رغبتهم الجادة في المعارضة.
4- ان طلب الرسول للعصمة وتأخره بسببها أمر مشروع يستحق التأخير ولو لم يكن أمراً مشروعاً لما أجابه الله إلى ذلك وأعطاه العصمة.
 

ارسال التعليق

You are replying to: .