۱ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۱ شوال ۱۴۴۵ | Apr 20, 2024
سماحة السيد علي فضل الله

وكالة الحوزة – قال السيد علي فضل الله: علينا أن نتعلّم كيف ندير خلافاتنا ونعلم أن التنوع ليس مشكلا في الحياة بل التنوع هو من طبيعة الحياة والله سبحانه خلقنا متنوعين في البلدان واللغات والألوان ولو شاء ربنا لجعل الناس أمة واحدة.

أجرت وكالة أنباء الحوزة مقابلة صحفية مع سماحة السيد علي فضل الله حول آخر مستجدات العالم الإسلامي والسبل الكفيلة في تعزيز اللحمة بين شعوبه ودوله.

وفيما يلي نص الحوار:

 

سؤال: ما هي المشاكل التي تواجه عالمنا الإسلامي حاليا؟

العالم الإسلامي مستهدف دائما باعتبار أنه يملك ثروات طبيعية وأيضا يملك قدرات بشرية ويملك الفكر الذي هو ناتج عن كون انطلاق الديانات السماوية من هذه الأرض فمن الطبيعي أن تكون هذه المنطقة متنوعة فكريا وثقافيا ودينيا وبالتالي هذا الفكر ينعكس على واقع الإنسان الموجود في هذه البقعة من الأرض وبالتالي العالم يشعر أنه إذا أراد أن يثبت وجوده لا بد أن يكون له دور على هذه البقعة.

مع الأسف نحن مهّدنا لكل الذين يريدون أن يسيئوا إلى سلامة العالم الإسلامي وإلى قوة المسلمين وهناك كانت دائما أرضا رخوة للفتن التي تصنع لنا وهذه الفتن متنوعة بين الفتن الدينية والمذهبية والقومية وطبيعي لمن يريد أن يسيطر على المنطقة أن يثير الفتن فيها لكن نحن أيضا نمهد المجال لهم وبالتالي نعيش في هذا الإنقسام بيننا ولا نتطلع دائما إلى أننا مستهدفون وبالتالي نتعامل مع خلافاتنا كأنها أمر طبيعي ولا نعمل على جمع القوى بل دائما نعمل على أن نتفرق وهذا دائما موجود وليس هناك من يفكر إيجابيا ويسعى لتأمين الوحدة على المستوى الإسلامي أو المستوى الوطني أو القومي. ومع الأسف صوت الفتن لا يزال هو الأقوى في ساحتنا وهنا دورنا أن نعمل أكثر في هذه المرحلة والمستقبل ونشعر بأن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا.

سؤال: في رأيكم هل يمكن أن نفصل بين الفتن الداخلية والخارجية؟ بمعنى أنه توجد خطط استعمارية وأيضا خلافات داخلية بيننا؟

كما قلت العالم بطبيعة حاله سوف يعمل على إضعافنا واستثمارنا ونهب ثرواتنا وإلى تجميد قدرات إنساننا ولا يمكن إلا أن يفكر العدو كذلك حتى يملك هذه البقعة من الأرض ويتسلط عليها. أما المشكلة هي أننا نمهد له المجال والفرصة من خلال سوء تصرفنا وخلافاتنا، والخلافات إذا أحسنّا إدارتها لا تصبح مشكلة بل تكون فرصة وعلى هذا أنا لا أريد أن أتهم الغرب والإستعمار بأنه يريد أن يسيطر علينا لأنه أمر طبيعي منه لكن لماذا نحن نشكل هذه الأرض السهلة للآخرين والأعداء بحيث إذا أرادوا أن يثيروا فتنة يجدونها موجودة في الخارج؛ مذهبية كانت أو دينية أو غيرهما فنحن لا بد أن نعيد النظر في طريق التفكير سواء على مستوى خلافاتنا وإدارتها أو واقعنا كالحكم والطوائف والمذاهب، لذلك  نحن يجب أن لا نضع اللوم على الآخرين. البعض دائما يضع اللوم على الآخرين ويوزع الإتهامات لكن يجب أن يلتفت الجميع بأننا نحن يجب أن نتغير. لماذا نحن لا نتغير؟ لماذا لا نفكر بطريقة أخرى؟ لماذا لا نتوحد؟ اوروبا توحدت وأمريكا بتنوعاتها توحدت ودول شرق آسيا تعمل لكي تتوحد فلماذا نحن لا نزال على هذه الصورة؟ نحن دائما نقول بأن المشكلة في داخلنا.

سؤال: ما هي اقتراحاتكم لتحقيق الوحدة الإسلامية؟

اقتراحاتنا للوحدة هي أن نعي أولا أن الوحدة مهمة بالنسبة لنا لأنه حتى الآن يبدو أننا لا نعي أهمية الوحدة وكل واحد كأنه يشعر بأنه لا مشكل والشيعة والسنة على حالنا وكل واحد يرى نفسه مرتاحا لوضعه في الوقت الذي علينا أن نشعر بأن الوحدة مهمة بالنسبة لنا. والوحدة لا تعني أن نتجرد من خصوصياتنا لأن كل واحد له خصوصية دينية أو مذهبية أو قومية ولكن هناك فرق في أننا نحوّل هذه الخصوصيات إلى جدار فاصل بيننا أو أن تکون مقدمة لتعارفنا ووحدتنا بحيث قال الله تعالى «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» أي لتتواصلوا وتستفيدوا من طاقات الآخرين.

فنحن أولا لا بد أن نؤمن بالوحدة ثم نزيل الفكرة التي تعتبر الوحدة مانعا في تحقق الايمان لأن البعض يقول: الشيعة كيف يمكن أن تتوحد مع السنة وكأن الوحدة تريد أن تلغي ذاته في حين أن الوحدة لا تلغي ذاته وإنما تزيل فقط التوترات وتعمل على رسم القواعد المشتركة فلا بد من التأكيد على أن الوحدة بين القوميات ليست بمعنى إلغاء القوميات بل بمعنى التواصل بينها.

* التنوع ليس مشكلا في الحياة بل التنوع هو من طبيعة الحياة

الإقتراح الآخر هو أن نتعلم كيف ندير خلافاتنا ونعلم أن التنوع ليس مشكلا في الحياة بل التنوع هو من طبيعة الحياة والله سبحانه خلقنا متنوعين في البلدان واللغات والألوان ولو شاء ربنا لجعل الناس أمة واحدة وكان يمكنه أن يلغي أي تنوع لكنه تعالى جعل الحياة على هذه الصورة ولنتعلم نحن أنه حينما نختلف ينبغي أن لا نتنازع ولا يسقط أحدنا الآخر ونعمل على رسم القواسم المشتركة ونؤكد عليها ونتحاور حتى نصل إلى نتيجة وأما إذا ما استطعنا الوصول الى النتيجة، فنتعايش مع هذا الخلاف ونتطلع إلى الآخر من خال القواسم المشتركة كالإنسانية والقيم المشتركة كما قال الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر، ستذهب إلى مصر ، ومصر بلد التنوع، قال له: الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق. وإذا لم يمكن أن ألتقي معه في الدين ألتقي على الإنسانية.

  الأمر الآخر الذي يجب أن نلتفت إليها هو إزالة الغبن والشعور بالغبن، بأن لا يشعر أحد بالغبن ولا يشعر بأنه لا يعطى حقه لأن هذا الشعور يؤدي الى التوتر  وعلى هذا أتباع كل دين يجب أن يعطوا حقهم والحرية، وعلى مستوى المواطنة يجب أن يشعر الكل بأنه في أي دولة هو مواطن من درجة واحدة؛ لأنه ما دام أحد يشعر بالغبن فهذا يفسح المجال لتسلل الآخر.

 

عندما تشعر فئة في بلد بأنها مهمشة ولا تعطى حقها في المواطنة كبقية المواطنين سوف يأتي الأعداء ويقولون لهم تعالوا نحن ندعمكم ونؤمّن لكم حقوقكم ونقويكم في مواجهة الدولة وهكذا تحصل الفتن وهذا ما حصل في لبنان فالغرب جاء إلى المسيحيين وقال لهم انتبهوا إلى المسلمين هؤلاء سوف يأتون لكم لأنهم صاروا أكثر منكم عددا نتيجة وجود الفلسطينيين وسوف يبتلعونكم فتعالوا لنسلّحكم وجاؤوا إلى المسلمين وقالوا لهم أنتم أكثر عددا لماذا لا تطالبون بحقوقكم في مواجهة المسيحيين وحصلت الفتنة في لبنان وكان الهدف شيئا آخر. نحن يجب أن نأتي إلى القضايا التي توحدنا كقضية فلسطين.

 

سؤال: كيف هي الآن قضية فلسطين وما رأيكم فيها؟

عندما نحن نتفق على قضايا كبرى نتجاوز القضايا الصغيرة البسيطة ونحن ندعو الكل أن يفكروا بالقضايا الكبيرة التي ينبغي أن تكون هاجسهم. إذا بقينا نفكر بقضايا صغيرة سوف نشتغل بعضنا ببعض.

وأن نلفت الواقع الإسلامي إلى قضايا أساسية كبرى تجعل الناس تنشغل عن التفاصيل وتفكر بقضايا مهمة ومسائل كبيرة مثل قضية فلسطين وقضية مسلمي بورما.

 

سؤال: ما رأيكم حول أحداث اليمن وكيف تقيّمون مستقبلها؟

نحن نشعر بحيوية هذا الشعب ومن يتطلع إليه يجد حيويته. اليمني يطلب حقه وأسلوب التعامل مع اليمن خلال ما قامت به السعودية خاطئ يزيد الشعب اليمني تجذرا ويزيد عداوتهم مع هؤلاء ولا بد من حلٍّ ونحن نرى أن الحل هو بيد الشعب اليمني وأن يعطى له حقه.

 

سؤال: ما رايكم حول ما يجري من أحداث في سوريا؟

نحن دائما ننظر إلى الخلاف في سوريا على أنه لعبة استعمارية تريد أن تسقط قوة هذا الشعب، وقد استفاد العدو من الثغرات الموجودة في داخل سوريا لإثارة الناس وكان الهدف أن تسقط سوريا وتستنزف وتصل إلى ما وصلت إليه الآن.

 

ارسال التعليق

You are replying to: .