۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
احياء الليلة الرابعة من محرم في المجلس الشيعي

وكالة الحوزة_ تم إحياء الليلة الرابعة من محرم، في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، برعاية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وحضوره، وحضور حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين غصت بهم قاعات وباحات المجلس، ليفترشوا الطرق المجاورة للمجلس.

وكالة أنباء الحوزة_ تم إحياء الليلة الرابعة من محرم، في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، برعاية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وحضوره، وحضور حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين غصت بهم قاعات وباحات المجلس، ليفترشوا الطرق المجاورة للمجلس.

الشيخ محمد كنعان

عرف بالمناسبة الشيخ علي الغول، وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم. وألقى رئيس المحاكم الشرعية الجعفرية بالتكليف الشيخ محمد كنعان كلمة من وحي المناسبة استهلها بالقول: "لقد اتسعت حجة الله تعالى لدى محمد وآله صلى الله عليه واله، وهم الذين خلقهم الله انوارا فجعلهم بعرشه محدقين حتى من علينا بهم وجعلهم في بيوت اذن لها ان ترفع ويذكر فيها اسمه وطهرهم تطهيرا بعد ان اذهب عنهم وليس منهم الرجس وما تحوكه نفاثات الشياطين من الجن والانس. وصحيح ايضا ان حجتهم ممتدة الى ان يرث الله الارض ومن عليها لانهم عدل القرآن، والثقل الثاني الذي لن يفترق عنه حتى يردا معا الحوض على رسول الله. بيد ان للحسين عليه السلام كلمة وشخصا ومعنى ووقعا في النفس ولهبا في الصدر ودمعة في العين ليست لاحد غيره، وهي خصوصيته المعجونة بالفاجعة الملتوتة بالعبرة الساكبة المتكثرة بتكثر المحبين والموالين، المتعملقة بالبحث من الاحرار عن مواطن الحرية ومسارب العزة ومكامن الكرامة، انها خصوصية الحسين ذلك القطار القادم من سكة الحق في سدرة المنتهى في مقدمته ابو الفضل العباس وفي داخله مسلم وحبيب وعلى جانبيه زهير والحر، والرضيع ينزف وينزف وما زال ينزف الما واملا تتربى عليهما هذه الامة، فقط من القى السمع منها وكان شهيدا".

أضاف: "موقفان اثنان يمكن استحضارهما في سياق خصوصية لهذا الامام العظيم عليه السلام، لا اظن انهما اعطيا لاحد غيره حتى ولو كان افضل منه كجده رسول الله، وكي لا يفهم الكلام في غير موضعه اود ان الفت العناية الى الفرق بين الافضلية والخصوصية، فمما لا شك فيه ان رسول الله افضل الخلق حتما، لكن من خصوصيات الحسين عليه السلام ان جده افضل من جد النبي وامه افضل من ام النبي واباه افضل من اب النبي واخاه افضل من اخ النبي لو وجد، هي خصوصيات يحبو الله بها من يشاء".

كانت شهادة الإمام الحسين (ع) هي الفتح المبين ومقتله هو الانتصار والغلبة والفلاح

وتابع: "الخصوصية الاولى: ما قاله عليه السلام في رسالة له بعد منطلقه من المدينة الى مكة ومن ثم الى كربلاء الى اخيه محمد بن الحنفية رواها ابن قولويه في كامل الزيارات بسند معتبر، اعتبره بعض علمائنا من اسناد الصحاح والبعض الاخر من اسناد الموثقات، فالرواية في اقل تقدير موثقة ان لم تكن صحيحة. ونص الرسالة التالي: من الحسين بن علي الى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم، اما بعد فان من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح والسلام. اذن هو يرى عليه السلام انه مستشهد ومن معه لا محالة لعلم ورثه من الله ورسوله، وهو يرى في الوقت نفسه ان التخلف عنه يفوت على المتخلف ان يكون فاتحا والذي يأتي بعد الفتح متأخرا كأنه لم يأت اصلا. ولا أخال عاقلا يشك بأن من يقتل في سبيل الله هو شهيد، ذلك هو ديدن سنة الله تعالى في خلقه من لدن ادم الى ان تقوم الساعة. ومن يقتل شهيدا انما يقع اجره على الله تعالى، ويؤتيه أجره بما يتلاءم مع ربوبيته عز وجل، لان وعده الحق والله لا يخلف وعده، فهنا نجد ان التسيد والرفعة انما كانا بجعل الهي، والا فان الشهيد مقتول والمقتول مفارق للدنيا وهو بمقاييس هذه الدنيا فقط انما خسر نفسه، واندثرت مصالحه، ولا نستطيع ان نؤكد ان الله موف وعده الشهداء الا ان يخبرنا من ينقل عنه من رسول او نبي او وصي نبي، لان الشهادة ترتبط اولا واخرا بنية الشخص نفسه، ولقد تضافرت جهود السماء والارض على اخبارنا ان الحسين عليه السلام سيد الشهداء من لحظة ولادته حين عزت به الملائكة الى لحظة استشهاده، حين طافت به روح رسول الله تجمع دمه من صعيد كربلاء. والشهيد عادة انما يقدم نفسه تمهيدا لنصر او فلاح ينتج عنهما فتح كبير، والفتح انما يكون بحسن تجيير النصر ودقة تسييل الفلاح فيما هو مصلحة للدين ومكارمة للعقيدة ومظانها. ولقد قضى على مدى التاريخ الكثير من الشهداء واختلفت مراتبهم وتعددت معاركهم، ومنهم الانبياء والاوصياء والصالحون، وربما كان لوقع دمائهم ما يوجب فتحا بعد ذلك لاتباعهم او لمن هم في خانة الايمان عموما".

وتابع: "ابدا لم نجد شهيدا هو نفسه فاتحا غالبا الا ابو عبد الله الحسين عليه السلام، فقد كانت شهادته هي الفتح المبين ومقتله هو الانتصار والغلبة والفلاح، لذلك قالت عنه الزيارات السلام عليك ايها الوتر الموتور، والوتر هو الفرد الذي لا نظير له في بعض خصوصياته، ولم نعثر في القران الكريم على قصة لنبي او لوصي اخبرتنا ان شهادته او مقتله او موته كان فتحا في آن، اي ان شهادته عين الفتح، فلم يسم الله بدرا على جلالة شأنها فتحا بل جعلها نصرا، وانما سمى الحديبية فتحا وانزل سورة بنفس الاسم لان في الحديبية كان التحول حاسما لصالح المسلمين بعدما حظوا بالاعتراف الرسمي من قريش، ومن ثم من قبائل العرب كافة".

شهادة الحسين كرست فصلا ناجزا بين السلطة التشريعية والتنفيذية

وقال: "يمكن لنا ان نتلمس الفتح المندك بالشهادة عند ابي عبد الله عليه السلام من خلال ان شهادته منذ اللحظة الاولى كرست فصلا ناجزا بين السلطة التشريعية والتنفيذية، بحيث ان الحاكم الذي ارتضت الامة ان يكون جائرا وبلغ الحضيض المتسافل من خلال يزيد بن معاوية لن يعود قادرا على التسلل الى لب التشريع المتمثل بتفسير القران والفتيا والامانة على الوحي والسنة، وبالفعل منذ ذلك الحين غدت الفقاهة في واد والسلطة في واد آخر واصبح فقهاء الامة شيعة وسنة يدينون لدم الحسين عليه السلام في اعطائهم هذا الهامش، والا كان لهم احد خيارين، اما التفيقه للسلطة واما اللجم بمقامع حديد السلطة عينها، بربكم اليس هذا فتحا مجبولا بدم لرسول الله اهرق وكبد له فريت عن طيب نفس، لقد كان الامام عليه السلام فاتحا حين كرس قول رسول الله صلى الله عليه وآله: الحسن والحسين امامان قاما ام قعدا، لقد تخيل بعض السطحيين ان الامامة منحصرة في السلطة اي الحكم المباشر، وفاتهم ان الامامة رياسة في الدين والدنيا، وهي رياسة تجعل من صاحبها اماما والآخرين مأمومين به، هو متبوع وغيره التابع، وهذا المعنى قاما ام قعدا، اي كانا في السطلة ام لم يكونا، وطبيعي ان لا ينازع على السلطة التنفيذية الامام المعصوم عندما لا تكون الحجة فيها بل ربما خارجها حصرا، وعندما وجد عليه السلام ان صلاح الامة منحصر بان يتقدم مصلحا بدمه الشريف بادر الى ذلك فكان فاتحا بشهادته على مستوى المفهوم بان الامامة جعل رباني تجعل من صاحبها رئيسا في الدين والدنيا وعلى مستوى المصداق في توقيت المبادرة التي تتساوق مع الفتح المتلخص بان الامام يقدم ليس حين يحجم الاخرون فحسب، بل حين يكون الاقدام فتحا في تجل واضح لحصرية جعل الله للامامة بيده وحده سبحانه، لان ليس لاحد من خلقه ان يكون له الخيرة في ذلك".

وتابع: "لقد غدا الحسين عليه السلام فاتحا شهيدا عندما اصبح وهج اسمه يسبب ذعرا لكل معوج السليقة مشوه النفسية، نفسه تخمرت بتراكم العقد فاذا ما ذكر سيد الشهداء بلغ الطغيان اوجه لديه فيطفق متعرضا لشخص الحسين عليه السلام ونهجه، ومن ثم لعاشقيه ومواليه طمسا تارة وتضييقا تارة اخرى وقتلا وتشريدا طورا ثالثا، ويذوب الطغيان ويضمحل ويتشامخ الحسين يوما بعد اخر، وقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى هذا واصفا من كان مع الحسين قبل ان يكونوا بقوله: ومصارع عشاق شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم. وما شاهدنا طاغية ذعره الحسين يوما الا وتسافل امره مهما طال وتعمق طغيانه، ثم صار في التاريخ نكرة، ومعلوم ان التاريخ لا يحفل بالنكرات الا بالذكر الممجوج وترقيمه في سياقات اخذ العبر. ولم يضع امرؤ يده في عروة ابي عبد الله الوثقى الا ارتفع ذكره وسما قدره والكون كله يسمو بالفتح المستشهد او بالشهادة الفاتحة، الامر سيان هو الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة".

الرسالة التي ارسلها ابو عبد الله (ع) الى اخيه محمد بن الحنفية

وتحدث عن الخصوصية الثانية فقال: "وهي الرسالة التي ارسلها ابو عبد الله عليه السلام من ساحة شهادته ولعلها انطلقت من كربلاء في اليوم السابع من المحرم بحيث ضحى عليه السلام برجل من صحبه القلة ليخرق الحصار بالرسالة الهامة الى اخيه محمد بن الحنفية في المدينة ونصها التالي: بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الى اخيه محمد بن علي، اما بعد فكأن الدنيا لم تكن وكأن الاخرة لم تزل والسلام. سطر واحد احتاج الى هذه المعاناة كي يقدر الله برحمته ان يصل هذا المضمون الجليل الينا. هو الحسين الذي استحضر الآخرة الى الدنيا وهو لم يزل فيها، وان رجلا حين ولادته يلف من قبل جده المصطفى بحرير جاء به جبرائيل من الجنة، حري به ان يتكرر على يديه استحضار الجنة بل الاخرة الى الدنيا من خلال نهضته، ونستطيع الجزم ان نهضة الحسين عليه السلام كانت تهدف حتما ان تجعل من الدنيا الزائلة بلغة اختيارية من قبل الانسان الى اخرته، لكن كثيرة هي المواقف من قبل اهل الله التي دلت على السبيل القويم، اما ان يستحضر رجل لا كالرجال الاخرة الى الدنيا لتصبح بالنسبة لمن معه على الاقل حق اليقين وعينه، فذاك هو الحسين الذي اكد بدمائه ان وقع الاخرة وصخب الفوز هناك يمكن استحضاره الى الدنيا التي كأنها لم تكن من خلال وضوح وجلاء ترسخ الايمان بوعد الله والتسليم لامره حتى تساوت الحياة بالموت والعيش بالقتل والالم باللذة، فقال عابس بن شبيب الشاكري: اجنني حب الحسين. ومخطىء من يتصور ان الاخرة المستحضرة قد انحسر وجودها لدينا الان، فلينظر كل منصف حر على الاقل الى زيارة الاربعين في كل عام ليرى ان طريقا قد جرى استقطاعه من الجنة حتما، واعير الى الدنيا بحيث نجد الحجر والمدر والطعام والماء، البشر صغارا وكبارا قد تطبعوا بطبع الاخرة ومشوا في طرق النظافة والعزة طيبة نفوسهم مستسلمة ذواتهم مترفعين عن الآمهم متزهدين في ما بين ايديهم، يبذل الباذل عن رضا ويتلقى المتلقي عن بركة، لا أذية متعمدة من احد ولا ضغينة في صدور، اخوان تتهامس ارواحهم في ذلك الطريق ليس فيهم مجبور واحد ولا مستكره على فعل، ترى هل هذا شأن الدنيا ام هو برمته من مواصفات الآخرة جرها قبر الحسين عليه السلام من العلى الى الاعلى، اليه حيث مهوى الافئدة وراحة الصدور وتفريج الكروب، هل جاء احد بالآخرة الى الدنيا بأكثر فاجعة ومحبة مما جاء به الحسين عليه السلام. ان في ذلك لعبرة ولكن ليس الا لمن كان الحسين متربعا على عرش قلبه".

وفي الختام تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، والشيخ موسى الغول زيارة الامام الحسين.

ارسال التعليق

You are replying to: .