۱ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۱ شوال ۱۴۴۵ | Apr 20, 2024
الامام موسى الصدر

وكالة الحوزة - ألقى الإمام موسى الصدر محاضرة في بدایة شهر رجب تحدث فیها عن مناسبات هذا الشهر و أهمیة إحیاء شعائره، وبمناسبة حلول هذا الشهر الكريم نقدم لكم نص المحاضرة في حلقات.

وكالة أنباء الحوزة - ألقى الإمام موسى الصدر محاضرة في بدایة شهر رجب تحدث فیها عن مناسبات هذا الشهر و أهمیة إحیاء شعائره، وبمناسبة حلول هذا الشهر الكريم نقدم لكم نص المحاضرة في حلقات. وفيما يلي الحلقة الثانية من نص المحاضرة: 

حينما يكون موسم الحج، ذي الحجة، يعني حينما تبدأ مناسك الحج تستحب زيارة الحسين. وحينما تبدأ مناسك العمرة من أول رجب وتبلغ القمة في وسط رجب، أيضًا، تستحب زيارة الإمام الحسين. هناك سر أو سبب يجب أن نعرف هذا السبب ونعيش هذا السبب.
السبب هو الربط العميق بين الإمام الحسين (س) وبين الحج. ما هو هذا الربط؟ من عدة نقاط:
أولًا، تعلمون أن الإمام الحسين (س) كان من شهر شعبان إلى السابع من شهر ذي الحجة والثامن منه يوم التروية كان في مكة، وترك مكة يوم التروية. يعني يوم الثامن من شهر ذي الحجة يعني اليوم الذي يجتمع الحجاج كلهم في مكة. الإمام الحسين ترك... لأي سبب ترك؟ سببه واضح. أولًا، قال هو أن يزيدًا بعث جماعة... مسلحة ولبست السيوف تحت الإحرام وأرادت أن تقتل الحسين، أو تغتال الإمام الحسين في الحرم. الإمام الحسين ما أراد... وإن كان السبب يزيد، ولكن هو ما أراد أن تُهتك حرمة الكعبة بقتله، ما دام يتمكن أن يوفر هذه المشكلة على الأمة.
وفرها، خرج من مكة، ومن المسجد الحرام حتى لا تكون هناك سُنة في المستقبل، وتكون سيرة للحكام وللطغاة يتجرأون على بيت الله الحرام: ما دام ابن بنت رسول الله قُتِلَ في المسجد الحرام، فالأمر سهل بالنسبة إلى الآخرين.
صحيح أن عبد الله بن الزبير مثلًا قُتِل أيضًا في المسجد الحرام، ولكن هناك فرق كبير بين مقام الإمام الحسين وشخصية عبد الله بن الزبير، خاصة طريقة خروجه وأهدافه وطريقة محاربته، كانت تختلف الطريقة إحداهما عن الأخرى.
فالإمام الحسين أولًا، ابن بنت رسول الله، وثانيًا إمام الأمة، معلم الأمة، راوي روايات رسول الله، حاول أن يوفر، حتى قتْل عبد الله بن الزبير كان منكرًا بلا شك، ولكن ما كان سُنة وسيرة. ولكن ما حدثت هذه السُّنة نتيجة لقتل عبد الله بن الزبير؛ فالإمام الحسين خرج حفاظًا على مقام الكعبة واحترام الكعبة.
ثانيًا، الإمام الحسين كما نحن نعلم، أنه حافظ بثورته وبخروجه وباستشهاده، حافظ على الإسلام. يعني الإسلام الأموي الذي أرادوه، ما كان إسلامًا. كان لعبة لأجل السيطرة على الناس، وإلا ما الفرق بين يزيد الذي يحكم باسم الإسلام وباسم محمد وبين سائر الحكام الطغاة؟ صلاة؟! لا يصلون معًا، الخمر كلهم يشربون، النفس المحترمة يزهقونها كلهم، التعرض لأعراض الناس يعملونه كلهم. ليس هناك من فرق بين يزيد وبين حاكم كافر لا يحكم باسم الإسلام؟
فإذًا، الإسلام الذي وصل يزيد باسمه إلى كرسي الخلافة، هذا إسلام شكلي، هذا غطاء الإسلام، هذا إسلام ركّبه يزيد حتى يكون حاكمًا، استُغِلَ الإسلام. وأي إسلام يُستَغَل؟ طبعًا الإسلام الشكلي. الإسلام الذي لا يصون الناس من شهادة الزور، ولا يصون الخليفة من التعرض لحرمات الناس، ولا يمنعه من هتك كرامة المسجد -بيت الله الحرام- ولا يمنعه من إباحة مدينة الرسول ثلاثة أيام، وقتل العشرات والمئات من الناس؛ هذا ليس إسلامًا، هذا شكل الإسلام. حتى لو كنا نحن ندعي ولا نعمل، هذا اسم الإسلام، هذا شكل الإسلام، هذا صنم الإسلام إذا صح التعبير.
فإذًا، إسلام يزيد لم يكن إسلامًا. والحسين (س)، لو كان يسكت مع هذا الانحدار الذي بدأ إلى أن وصل إلى أيام يزيد، كان ينحدر أكثر وأكثر، وبعد مدة لا يبقى من الإسلام شيء أبدًا، حتى الاسم كان يذهب.
ولكن الإمام الحسين باستشهاده، كما ذكرنا مرات ومرات، هزّ الضمير العالمي للمسلمين، وحركهم ودفع في عروقهم وفي قلوبهم دمًا جديدًا مليئًا بالعاطفة والإيمان والإخلاص، وحصل ما حصل، بعد الإمام الحسين، من الثورات والحركات، والمشاكل حتى قضت على حكومة بني أمية وعلى إسلامهم
الإمام الحسين (ع)، كما بحثنا، هو حافظ بقتله وباستشهاده على الإسلام، وعلى هذا الأساس يقول رسول الله (ص): حسين مني وأنا من حسين. لماذا أنا من حسين؟ لأن الإسلام من الحسين، يعني الإسلام وُلِدَ من جديد نتيجة لشهادة الإمام الحسين (س). ولهذا نقول للحسين (س) ثار الله. الله ليس له ثأر، كله هذا السبب. فإذًا، الإمام الحسين شهادته أنقذت الإسلام وأروت شجرة الإسلام من الجفاف.
وعلى هذا الأساس، الكعبة كما يظهر من الروايات، قلب الإسلام. الحديث الشريف يقول: لا يزال هذا الدين قائمًا ما دامت الكعبة. فالكعبة قلب الإسلام، وعَلَمَ الإسلام، والإسلام بخير ما دامت الكعبة تُحْترم ويُطَاف حولها وتُزَار. فالإمام الحسين الذي هو محيي الإسلام من جديد هو الذي أحيا الكعبة، وحفظ هذا القلب، وجعله يتدفق بالدم وبالخير وبالحركة، الإمام الحسين (س)، بقتله.
فهناك صلة بين الإمام الحسين الذي ترك الحج... ترك حج يزيد حتى يحج بدمه في كربلاء. الإمام الحسين كان في مكان، كان يحج فيه الذين تآمروا على قتله، وهم كانوا لابسين الإحرام ويطوفون بين الصفا والمروة، ويطوفون حول الكعبة ويترصدونه لقتله. هذا الحج الشكلي اليزيدي تركه الإمام الحسين، حتى يحج الحجة الحسينية. وقُتِل، وحافظ على الحج الحقيقي، الإمام الحسين. فهناك صلة بين الكعبة والإمام الحسين؛ ولهذا، كل موسم للحج أو للعمرة هو موسم لزيارة الحسين (ع) الذي هو أحيا هذه السنة، وهو الذي حفظ هذه المناسك، وهو الذي أعاد الحياة إلى الإسلام وإلى الكعبة في نفس الوقت.
هذه المناسبة الأخرى التي ذكرناها في هذا الشهر المبارك، في أول رجب وفي الخامس عشر من رجب، زيارة الإمام الحسين (س)، وتأكيدًا على أن الإسلام الشكلي، هذا إسلام يزيد، الإسلام الحقيقي هو الذي يجعل حجّه جمعًا للمسلمين، وصلاته تكون نهيًا عن الفحشاء والمنكر، وصومه جنة من النار، كما قرأناه في خطبة الزهراء (س) هذا هو الإسلام الحقيقي، الذي يقوده الحسين. يزيد يريد الإسلام الشكلي، حتى يتحكم... حتى يتأمَّر على الناس، لا يريد الإسلام الحقيقي. الإسلام لا يجتمع مع الذل، الإسلام لا يجتمع مع الهوان، الإسلام لا يجتمع مع الخضوع للأمر الواقع، الإسلام لا يجتمع مع اليأس من الانتصار والشعور بالضعف أمام العدو، ولو كان يزيدًا أو أكبر من يزيد.
إسلام الحسين هو الإسلام الحقيقي، ولهذا زيارة الحسين، عارفًا بحقه، للحسينيين أفضل من آلاف الحجات التي يحجها اليزيديون. هذا هو معنى أن زيارة الحسين أفضل من الحج في عرفة. فأبو عبد الله الحسين كرامته وشرفه من الإسلام، فلا يمكن أن يكون الحسين أفضل من الحج ومن الإسلام، لأن ما له هو من الكرامة للإسلام وللحج. الحج الشكلي آلاف منه لا تعادل زيارة الحسين الواحدة، لأن هنا الحج الحقيقي تكوَّن، وهنا الإسلام الحقيقي ارتوى ونما وعاد إلى الحياة.

المصدر: الموقع الإلکتروني لمرکز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات  www.imamsadr.net

ارسال التعليق

You are replying to: .