۶ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۶ شوال ۱۴۴۵ | Apr 25, 2024
الشيخ عبد الكريم بهجت بور

وكالة الحوزة، اعتبر عضو رابطة البحوث القرآنية في الحوزة العلميّة بمدينة قم المقدسة أنّ القناعة هي الحلقة المفقودة في نمط حياة أغلب الناس في الوقت الراهن.

أشار الشيخ عبد الكريم بهجت بور خلال حوار مع مراسل وكالة أنباء الحوزة إلى أنّ القناعة هي رضا الشخص بما أعطاه الله تعالى وعدم الاهتمام بما عند الناس وهي ثروة لا تنضب وفوائدها لا تحصى ولا تعد للانسان والمجتمع وفقاً للرؤية الإسلامية، قائلاً: إنّ القناعة والاعتدال في مصاريف الحياة من الأمور التي يؤكد عليهما الإسلام وروايات أهل البيت (ع)، لكن مع الأسف فان القناعة هي الحلقة المفقودة في نمط حياة أغلب الناس في الوقت الراهن.
وفي نفس السياق تابع الأستاذ في الحوزة العلميّة، قائلاً: لا شك أنّ الإنسان القنوع لا يشعر بالنقص ومكدرات الحياة، كما أنّ القناعة تحرّره من قيود المادة التي تقود إلى الحسد والكراهية، فالشخص الذي يتحلى بسمة القناعة يعد أغنى الناس والغنى الرئيسيّ هو غنى النفس كما يحصل القنوع على المجد والعزة في الدنيا ولا يهبط بنفسه ويرخصها ليسأل الناس عما في أيديهم، على عكس الشخص غير القنوع الذي يذلّ نفسه ويهينها بين الناس ليحصل على ما في أيديهم، كما يشعر الشخص القنوع بالسعادة في الدنيا وعدم الخوف فيها بينما الشخص غير القنوع يشعر دائماً بالهم والعناء بسبب عدم اقتناعه بحاله فيبقى في حالة قلقٍ دائم.
وأضاف عضو رابطة البحوث القرآنية في الحوزة العلميّة بمدينة قم المقدسة، قائلاً: يتمتع الإنسان القنوع بصفات حميدة كالعطاء والسخاء والايثار ويهتم دائماً بمعيشة الناس الذين يعيشون حوله وفي مجتمعه ويحاول قضاء حوائجهم بقدر وسعه؛ لأنه يتوكل حقيقة على الله عز وجل ويعتقد أن الله تعالى يكتب له الخير في أموره، وقد قال الباقر (ع): «من قنع بما رزقه اللّه فهو من أغنى الناس» [الوافي ج 3 ص 79 عن الكافي].
وفي نهاية الحوار قال الشيخ عبد الكريم بهجت بور: إذا أردتم راحة الدنيا قبل الاخرة، وسعادة الأولى قبل الاخرة، فما عليكم إلا التحلّي بالقناعة في المادّيات، وإن كنتم لا تقنعون، ولتكن عدم قناعتكم في المعنويات، ولتتنافسوا فيها، لتعمر نفوسكم وعقولكم بالغنى، فإن الغنى الحقيقي هو غنى المعنويات، لا غنى المادّيات.

 

ارسال التعليق

You are replying to: .