۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
رمز الخبر: 348651
٢٥ مارس ٢٠١٧ - ٠٠:٣٠
العفة

وكالة الحوزة ـ تعدّ العفّة من أنبل السجايا، وأرفع الخصائص الدالّة على سمو الإيمان، وشرف النفس، وعزّ الكرامة.

وكالة أنباء الحوزة ـ العفّة هي: الامتناع والترفّع عمّا لا يحل أو لا يجمل من شهوات البطن والجنس، والتحرّر من استرقاقها المُذِل، وهي من أنبل السجايا، وأرفع الخصائص الدالّة على سمو الإيمان، وشرف النفس، وعزّ الكرامة، وقد أشادت بفضلها الآثار:

قال الإمام الباقر ( عليه السلام ): (ما من عبادة أفضل عند الله من عفّة بطن وفرج).
وقال رجل للإمام الباقر (عليه السلام): إني ضعيف العمل ، قليل الصلاة قليل الصيام ، ولكنّي أرجو أن لا آكل إلاّ حلالاً ، ولا أنكح إلاّ حلالاً ، فقال ( عليه السلام ) له: (وأيّ جهاد أفضل من عفّة بطن وفرج ).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أكثر ما تلج به أُمّتي النار، الأجوفان البطن والفرج).

حقيقة العفّة:
ليس المراد بالعفّة حرمان النفس من أشواقها ورغائبها المشروعة في المطعم والجنس، وإنّما الغرض منها هو القصد والاعتدال في تعاطيها وممارستها، إذ كل إفراط أو تفريط مضرّ بالإنسان ، وداع إلى شقائه وبؤسه.

الاعتدال المطلوب:
من الصعب تحديد الاعتدال في غريزتي الطعام والجنس لاختلاف حاجات الأفراد وطاقاتهم ، فالاعتدال في شخص قد يعتبر إفراطاً أو تفريطاً في آخر.
والاعتدال النِسبِي في المأكل هو: أن ينال كلّ فرد ما يقيم أوَدَهُ ويسدّ حاجته من الطعام ، متوقّياً الجشع المقيت ، والامتلاء المرهق .
وخير مقياس لذلك هو ما حدّده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يحدث ابنه الإمام الحسن (عليه السلام): (يا بني ألا أُعلّمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب؟ فقال : بلى يا أمير المؤمنين.
قال : لا تجلس على الطعام إلاّ وأنت جائع ، ولا تقم عن الطعام إلاّ وأنت تشتهيه ، وجوّد المضغ ، وإذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء ، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطلب).
والاعتدال التقريبي في الجنس هو تلبية نداء الغريزة، كلّما اقتضتها الرغبة الصادقة ، والحاجة المحفّزة عليه.

محاسن العفّة:
لا ريب أنّ العفّة هي من أنبل السجايا، وأرفع الفضائل المعربة عن سموّ الإيمان، وشرف النفس، والباعثة على سعادة المجتمع والفرد.
وهي الخلّة المشرفة التي تزيّن الإنسان، وتسمو به عن مزريات الشره والجشع، وتصونه عن التملّق للئام، استدراراً لعطفهم ونوالهم، وتحفّزه على كسب وسائل العيش ورغائب الحياة، بطرقها المشروعة، وأساليبها العفيفة.

*المصدر: مؤسسة السبطين العالمية

ارسال التعليق

You are replying to: .