۳۱ فروردین ۱۴۰۳ |۱۰ شوال ۱۴۴۵ | Apr 19, 2024
الدکتور علي رمضان الأوسي

قال الدکتور علي رمضان الأوسي الباحث الاسلامي والاستاذ الجامعي في لندن في حوار صحفي خاص مع مراسل وكالة أنباء الحوزة إن العقل أساس الفکر الإنسانی ولا یمکن الاستغناء عن المنهج العقلی في التعامل مع الناس وعلى صعيد الترويج لفكر أهل البيت (ع).

قال الدکتور علي رمضان الأوسي الباحث الاسلامي والاستاذ الجامعي في لندن في حوار صحفي خاص مع مراسل وكالة أنباء الحوزة إن البعض یطرح فکر أهل البیت بطریقة ساذجة بحیث یشمئز المتلقي منها في حین يمكن ايصال الفكر الحسن للآخر بطريقة مثلى عبر استخدام العقل. 

وفيما يلي نص الحوار:

*ما هو دور العقل في تبلیغ الإسلام خاصة في الغرب؟

العقل أساس في الفکر الإنسانی ولا یمکن الاستغناء عن الموارد العقلیة في التعامل مع المجتمع أو مع الشخص الآخر أو مع کل القضایا، لذلك علی طول التاریخ نجد أن النبي (صلی الله علیه و آله وسلم) و أهل البیت (علیهم السلام) أکدوا علی دور العقل والذي جمد لفترة معینة هذا الدور، وبسبب ذلك التجمید خسرت الأمة الکثیر من الإنجازات والنتاجات العقلیة والفکریة لأننا ننطلق من القرآن الکریم الذي یهتف بالعقل والتفکر والتبصر والتدبر .

وفي هذا الصدد آیات العقل عددها كبير جدا في القرآن الکریم و القرآن يذمّ من یسیر علی سنة الآباء التقلیدیة الجامدة ، فالعقل هو الأساس في فتح الکثیر من المغالیق؛ فلذلك أعتقد أن الإنتاج الذي حصل في جانب العلوم الطبیعیة هو أساسه العقل و استخدام العقل و حتی في الدراسات الإجتماعیة و الإنسانیة، لا یمکن لعاقل أن یغفل دور العقل أبدا.

العقل معناه أنك تضع الأمور في مکانها الصحیح و تستنتج ضمن قواعد معينة و تستخدم القوانین و المعادلات المنطقیة و من یستخدم هذا السبیل هو یحقق الصحیح في طریق النتاج الإنساني.

و بالنسبة لاستخدام العقل في تبلیغ الإسلام، التبلیغ هو عرض الدین على الآخرین و لا شک أن عرض الدین بطریقة منسجمة مع عقول الآخرین و أمزجة الآخرین ومقتضیاتهم وحاجاتهم يحقق لنا إنجازات کبیرة جدا؛ ولذلك أنت حینما تقف أمام کلام الإمام الصادق(علیه السلام) وهو یقول :«کونوا دعاة لنا صامتین بغیر ألسنتکم» ستستنتج من عبارة بغیر ألسنتکم معنی بسلوککم ولا یمکن لك أن تمارس عملا خلاف العقل لأن العقل لا یسمح لك أن تتجاوز قوانینه.

فبالنتیجة لا یمکن أن نوصل إسلامنا إلی المجتمع الغربي و لکل المجتمعات إلا من خلال دراسة الواقع الذي يعيش فيه الآخر وما یمکن أن یستفید منه هؤلاء من فکرنا، لأن هناك بعض الأمور التي تخص الإختصاصیین والمستویات العلیا وعموم الناس لا یستوعبها، فأنت حینما تخاطب ، خاطب الناس علی قدر عقولهم  فلو أعطیت للإنسان أکثر من طاقته العقلیة، فمن المؤکد أن لا یستوعب؛ ولکن حینما تتعامل معه بقدراته العقلیة معناه أنك وضعت ذلك الإنسان في مکان التلقي الصحیح و السلیم عندما تعطیه الأفکار.

التبلیغ الإسلامي یعتمد علی أسس کثیرة وفي رأسها قضیة العقل ، و کما تعلمون نحن فکرنا عملاق و عظیم و لکن للأسف،  البعض یطرح فکر أهل البیت بطریقة ساذجة بحیث یشمئز المتلقي منها في حین يمكن ايصال الفكر الحسن للآخر بطريقة مثلى عبر استخدام العقل. وعلی سبیل المثال في قضایا الشعائر الحسینیة، الآن یقتل الحسین(ع) أکثر من مرة بسبب الشعائر الخاطئة مع الأسف الشدید والتي لا یؤمن بها الإمام الحسین ولا یریدها و لا یؤیدها العقل فإذن مثل هذه الشعائر لا بد أن نطرحها علی العقل و نری ما یحصل ومن ثم نستخدمها و نهتف بها.

و حتی أذا تراجع علم الکلام ، نحن عندنا الحسن والقبح العقلیان یعني ما حسّنه العقل فهو حسن و ما قبحه العقل فهو قبیح بعکس من یقول شرعیان، فعندما تقول الحسن و القبح العقلیان ذلك لا یخالف العقل خاصة العقل العملي المنضبط بضابطة الشریعة؛ علی سبیل المثال إذا العقل أباح الکحول، هذا لیس عقل عملي لأن الکحول مدمرة «أفلا یتدبرون القرآن أم علی قلوب أقفالها» فأنت بإمکانك أن تدخل القرآن الکریم من خلال التدبر والتبصر وبغیر ذلك لن تحقق شيء مهم.

*ما هي طاقات مراسم الحج لتعزيز الوحدة بین المسلمین؟

الحج أکبر مؤتمر إسلامي وحتی إنساني إذ یحضر المسلمون في هذا المؤتمر في وقت واحد ومكان واحد ويؤدون طقوسا وممارسات مشابهة رغم إختلاف الأمزجة والأفکار و... أعتقد أن هذا یحکي عن الجانب الوحدوي القوي في الأمة، فإن الحج انطلاقة حقیقیة للتفاهم في الکثیر من الأمور.. الحج لقاء الغرباء و لقاء بین الناس؛ في الحج شخص یطرح فکرة جدیدة وشخص آخر یبین المشروع الذي لدیه ، وشخص آخر لدیه أفکار یناقشها مع إخوانه المسلمین، فباعتقادي کلّ هذه الفرص یوفرها الحج لتکون أرضیة حقیقیة من أجل العمل المشترك و من أجل الوحدة بین المسلمین و من أجل البناء نحو الرقي و التقدم.

المجتمع الإسلامي الیوم للأسف الشدید تجتذبه کثیر من المشاکل یمینا و شمالا وبالتالي لا بد أن نلتفت أن هذا یضرنا، بینما الإسلام طرح الکثیر من الممارسات العبادیة التي تساعد علی معالجة مثل هذه الأزمات؛ الحج فیما لو وظف التوظیف الصحیح وأعطيت الأموال التي تستحصل من موسم الحج إلی الفقراء وبنيت بها المؤسسات والمشاریع التي تربي الإنسان، سینتهی الأمر إلی تطور کبیر.

وفي هذا الخصوص لا بد أن یخرج الحج من هذه الإدارة السیئة التي تدار للأسف الشدید من قبل مجموعة همهم الوحید هو جمع الأموال وتکفیر الآخرین و بالتالي نحن بحاجة إلی أن نطرح الحج من خلال مشروع أکثر سعة والذي یشترک فیه کل المسلمین ، مثل هذه البلدان الإسلامیة التي عندها إستعداد کبیر مع بعضها و تستطیع أن تعطی الکثیر من أجل إعطاء الحج صورة لائقة ؛ مع بالغ الأسف إلی الآن یقتل الحجاج بطریقة سیئة و نشاهد قلة خدمات أو إساءة إحیانا وهذا لا بد أن ینتهي لا بد أن یوضع له حد أما بهذه الطریقة سوف لا یکون الحج أرضیة مناسبة إذا بقي بید أمثال هؤلاء غیر الکفوئین .

*ما هي السمات التي یجب أن يتصف بها طالب الدین في عصر التطور التقني، وکیف يمكنه توظيف هذه التقنيات في خدمة الدین؟

کل الدراسات التي تکون بمعزل عن الواقع الاجتماعي لا تحقق نتائج قویة ایجابیة ، الفکر أو التجربة الفکریة إذا لم تدخل الواقع و تدرسه لا تحقق شيئا مهما وعلی سبیل المثال منهج التفسیر الموضوعي للقرآن حینما طرحه السید الشهید محمدباقر الصدر (رضوان الله علیه) كان يختلف عن المنحى الموجود في التفسير آنذاك إذ أكد الشهید فيه على ضرورة معرفة المجمتع ومعرفة أسئلة الناس واحتياجاتهم و مقتضیات حیاتهم ثم عرضها على القرآن، واستنطاق الآيات حول هذه المقتضيات.‌

أنا أعتقد أن هذه هي الواقعیة و فکرنا الإسلامي فکر واقعي و فکر عقلاني و یجب علینا أن نکون واقعیین حینما نرید أن نخاطب الناس ولا نطرح أمورا مثالیة و أمورا خارجة عن  قدرة الناس. هناك مسئلة أخری، الإنسان عندما یرید أن یتعامل مع الآخرین یتعامل معهم من خلال قدراتهم ؛ نحن نبحر في التاریخ ونترك حاجات الناس، لکن بهذه الطريقة لا نقدم شيئا فيما أن المهم هو النظر في حاجات الناس والاجابة عنها. 

ارسال التعليق

You are replying to: .